تفتخر الشعوب بتاريخها الحافل بالنجاحات الكبيرة، ومن هنا تأتي فكرة العمل الدرامي التاريخي التركي "خير الدين بربروس" والذي يأتي لسرد قصة بطل خاض البحار ليؤسس اسطول بحري للدولة العثمانية انذاك.
احداث تأسيس الأسطول البحري العثماني
تركيا وفخرها بقادتها في العصور التاريخية
بداية احداث البطل بربروس يتم سردها في داراما تاريخية تركية
بما أن الشقيقان بربروس كان أكثر نشاطهما في القرصنة في البحار، إلا أن الدولة العثمانية حينها عرض منصب حاكم الجزائر على عروج ومنصب أمير البحار في غرب المتوسط على خير الدين ولكن لم يكن اندماج الاخوة بربروس تاما في الدولة العثمانية وقادتها كون مجالهم المفضل هو القرصنة.
بربروس وتاريخ كبير حافل بالاحداث
لكن المأساة الكبيرة لخير الدين بربروس كانت في عام 1518 للميلاد حيث لقي عروج حتفه في احد المعارك اثناء قتاله للغزو الإسباني وبعد ذلك استطاع الاسبان أن يستعيدوا السيطرة على مدينة الجزائر، لكن لم يقف أمير البحار خير الدين بربروس مكتوف الايدي بعد هذا الحادث الذي اثر فيه كثيراً حيث قام بتقديم طلب مساعدة العثمانيين له وذلك لقتال الاسبان ونجح في السيطرة مجددا على المدينة التي تحولت تدريجياً لأول دولة للقراصنة والتي تنامى استقلالها العسكري والسياسي بمرور الزمن عن الدولة العثمانية ذاتها.
وفي وقت لاحق كان العثمانيون قد استخدموا الجزائر كقاعدة عمليات متقدمة لهم في غرب البحر المتوسط وفي ذلك الوقت ارتبط فيه بربروس رسميا بالدولة العثمانية حيث كان ذلك الارتباط بشكل علني
أحداث حقبة "الاخوة بربروس" وعلاقتهما بالدولة العثمانية
أما في عام 1522 للميلاد استطاع السلطان العثماني انذاك سليمان القانوني بسط سيطرته على جزيرة رودس ومن خلال ثقته الكبيرة بملك البحار بربروس فقد قرر أن ينصبه حاكما علي هذه الجزيرة وذلك لما كان لبربروس من قدرات عالية في احكام سيطرته على المناطق البحرية ومنها الجزر.
وبعد مرور سنوات ليست بالكثيرة وخصوصاً بعد استيلاء بربروس وقواته على مدينة تونس في عام 1531 للميلاد تم ترقية بربروس من قبل السلطان سليمان القانوني حيث منحة الأدميرال الأكبر للدولة العثمانية {قبطان باشا}لقب رئيس أركان حرب البحرية العثمانية انذاك.
وانطلق بعد ذلك البحار البطل بربروس في معارك كبيرة حيث كان من أعظم تلك المعارك هي المعارك البحرية التي خاضها بربروس وانتصر فيها وذلك في بريفيزا في اليونان في عام 1538 للميلاد وذلك على أساطيل فينيسا وجنوة وإسبانيا والبرتغال ومالطة ودولة البابا يوحنا وكانت انتصاراته عظيمة.
بربروس قبطان خاص البحار السبعة ليؤسس اسطوله القوي
ما إن انظم القبطان بربروس الى طاقم جيش الدولة العثمانية العلية، إلا وبداء بعمل الضوابط والاجراءت البحرية لما فيه مصالح الدولة العثمانية التي اعطته كل الثقة لقيادة الاسطول العثماني في البحر المتوسط وبحر ايجه، لكن بربروس كان عند حسن ظن السلطان سليم وأستطاع بربروس أن يُقدم الكثير من المواقف البطولية لما فيه مصلحة الدولة العثمانية والمبادئ الإسلامية وإليكم نبذة عن بعض إنتصارات بربروس.
انتصارات بربروس وهيبته في البحار
العامل الاساسي الذي مكنه من الانتصار في كل هذه المعارك وابراز قدراته وذلك بعد توفيق من الله تعالي هو اعتماده بشكل كبير على اسطول السفن ذات المجاديف بدلا من السفن الشراعية التي تعتمد على الرياح حيث كانت هذه السفن تتمتع بقدرات عالية وكبيرة في المناورة، وهنا فقد نجح في الانتصار في هذه المعارك وذلك بأسطوله الذي كان يضم 122 سفينة حيث كانت الهيبة والقوة في أن قام بهزيمة 300 سفينة للأساطيل المعادية والتي دمرها بشكل كامل وحقق بذلك انتصارات عظيمة ما زال يتردد صداها حتى يومنا هذا.
كانت هذه المعارك والانتصارات التي حققها بربروس بمثابة مفتاح له ليكن هو فاتح الطريق الواسع لسيطرة العثمانيين على طرابلس وشرق البحر المتوسط وبعد ذلك شارك بربروس في الكثير من الحملات العسكرية من بينها مساعدة الفرنسيين ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة إمبراطورية هابسبرغ عام 1543 الذي شهد حصار شواطئ مدينة نيس
بربروس وحكاية بطولته في إنقاذ مسلمي الأندلس
ومن ابرز بطولاته أنه قام بإنقاذ عشرات الالاف من المسلمين الذين كان يقوم بنقلهم من شواطئ وسواحل اسبانيا عندما كانوا يفرون من بطش الاسبان إبان سقوط الاندلس حيث كانت محاكم التفتيش الصليبية في اسبانيا وبدون رحمة تقتل كل مسلم.
وفي العام 1546 للميلاد توفي القائد البحار البطل خير الدين بربروس في مدينة القسطنطينية وهذا بحسب دائرة المعارف البريطانية.